رواية انتقام اثم الفصل الثامن عشر 18 بقلم زينب مصطفي
إستيقظت ملك في الصباح وهي تشعر بشعور من الراحة والطمئنينة يغمرها لتبتسم بسعادة وهي تندس أكثر في أحضان قاسم المستيقظ وهو يشعر بالتوتر والقلق يستولي عليه ترقبا لاستيقاظها فهو ومنذ البارحة وهو بين فكرتين تتنازعانه..
الاولى ان ينسحب الى غرفته ويستمر في مسايرتها في لعبتها حتى تعترف هي وبإرادتها بحقيقة شخصيتها..
او بمعرفته بشخصيتها الحقيقية ويقوم بتصفية كل خلافاتهم ..
لتنتصر في النهاية فكرة مصارحتها بمعرفته بحقيقة شخصيتها فهو عاشق لها حد الألم ولا يستطيع الابتعاد عنها او عن ابنه والتظاهر انهم غرباء عنه..
ولذلك قام باخراج طفله واعطائه لمربيته لتهتم به حتى يستطيع التفاهم مع ملك دون اي مقاطعة.
مرر قاسم يده بحنان في خصلات شعر ملك وهو يضمها بتملك اكثر لداخل احضانه ويقرر انه مهما كانت ردة فعلها على اكتشافه حقيقتها فهو سيتعامل معها بكل حكمة المهم عنده انه لن يسمح لها ناهئيا بالابتعاد عنه مرة أخرى ليشعر بتوتره يتصاعد بشدة وهو يراها تندس اكثر براحة بين احضانه وتفتح عينيها تنظر له بعشق وهي تبتسم بسعادة.
همهمت ملك برقة وهي تعتقد انها مازالت تحلم :
=قاسم…
ضمها قاسم اكثر اليه وهو يمرر يده بحنان في خصلات شعرها يزيحها خلف اذنها وهو يقول برقة :
=عمر قاسم ودنيته…
ابتسمت ملك وهي تمرر يدها على ملامح وجهه بعشق وتستشعر ملمسه تحت اصابعها لتتسع عينيها بصدمة وهي تستوعب انها لا تحلم.
شعرت بصدمة تستولي عليها وهي تحاول الابتعاد عنه بخوف :
=دي حقيقة ..انا مش .. مش بحلم.
التفت يد قاسم حولها تكبلها وتمنعها من النهوض وهو يقول بصوت هادئ :
=إهدي يا ملك إهدي يا حبيبتي وخلينا نتكلم.
حاولت الابتعاد عنه وهي تقول بهيسترية وقد بدأت بالبكاء :
=انا مش بحلم .. مش بحلم .. ابعد عني.. ابني فين .. عمر فين ..انت عاوز مني ايه حرام عليك .. انا معملتش حاجه.
ضمها قاسم اليه بحنان وهو يقاوم محاولتها للفرار منه ويقول بصوت هادئ يحاول به كسب ثقتها :
=عمر بخير يا ملك ومع المربية بتاعته تحت وانا عارف .. عارف انك معملتيش اي حاجه غلط ..
ليتابع وهو يقبل اعلى رأسها وهي مازالت تبكي وتحاول مقاومته :
=اهدي يا حبيبتي و إسمعيني أنا عرفت كل حاجه ومفيش حاجه تخليكي تخافي مني انتي مراتي وحبيبتي وام ابني ودنيتي كلها.
رفعت ملك عينيها الممتلئة بالدموع اليه وهي تقول بغضب وتحاول تخليص نفسها من بين ذراعيه :
=كفاية كدب بقى انا مش ملك القديمة اللي هتضحك عليها بكلمتين.
لتتابع بغضب اكبر ودموعها تتساقط بالرغم عنها :
=اولا انا مش مراتك ..انت طلقتني بعد ما هنتني وضربتني وكنت عاوز تموتني.
لتتابع بألم حارق :
=وعمري ما كنت حبيبتك انت كنت بتكدب عليا و تقول انك بتحبني .. بس علشان تذلني و تكمل خطة انتقامك القذرة مني.
لتنتفض وتبتعد عنه وتقف بالقرب من الفراش مستغلة صدمته الشديدة من حديثها الغاضب وهي تقول بعنف :
=وعمر .. عمر ده ابني ..ابني لواحدي .. انا مش بعتبرك ابوه لاني متأكده انك لو كنت عرفت اني حامل فيه كنت خلتني أجهضه..
ليزداد هطول دموعها وهي تقول بألم :
=ماهو مينفعش يبقالك ابن من ملك الفقيرة كلبة الفلوس زي ما كنت بتقول اللي استغلت ابن عمك الملاك وضحكت عليه وخدت فلوسه.
اغمض قاسم عينيه وهو يستمع اليها بألم ليقول بصوت مضطرب :
=ملك انا عرفت كل حاجه عرفت كل اللي كان بيعمله فيكي الكلب سامح وتعذيبه وقذارته وساديته المريضة وعرفت حقيقة اللي حصل بينك وبين رأفت وفهمت انك كنتي بتحاولي تحميني منه.
ليتابع بندم :
=وأسف .. اسف على كل اللي عملته معاكي .. اسف على كل لحظة ألم سببتها ليكي وانا ماشي زي الاعمى ورا انتقامي منك…
ليتابع بندم قاتل :
=انا عارف اني انا كمان ظلمتك وقسيت عليكي بس انا كان عذري اني مكنتش اعرف الحقيقه وانتي محاولتيش تعرفيني حقيقة اللي حصل ليكي.
ضحكت ملك بقسوة :
=بجد .. يعني انت عاوز تقول اني لو كنت حكيتلك كنت هتصدقني..
لتتابع بقسوة ودموعها تتساقط بشدة وهي تتذكر كل ماحدث لها على يديه هو وزوجها السابق :
=كنت هتصدقني .. هتصدق ان ابن عمك الملاك الطيب كان حيوان سادي قذر كل متعته في الحياه انه يعذب فيا وبس .. كنت هتصدق انه حرامي كان بيسرق فلوسك ويقول انه بيديهم ليا.
لتتابع بحقد وهي تمسح دموعها بقسوة :
=ولا كنت هتحاول تقتلني انت كمان زي ما هو حاول يقتلني قبل كده علشان سري يندفن معايا وتقدر تحافظ على سمعة العيلة الكريمة من الفضايح.
اقترب قاسم منها وهو يمد يده اليها ويقول بصدمة :
=انا يا ملك .. انا احاول اقتلك .. دا انا افديكي بروحي.
انتفضت ملك وهي تبتعد عنه بعنف :
=كداب وغشاش …انت كداب وغشاش يا قاسم .. كل حكايتي معاك قايمة على الكدب والغش ..كدبك انت وغشك فيا.
قاسم بألم :
=انتي عندك حق يا ملك .. عندك حق تغضبي مني و تتهميني وتقولي كل اللي انتي عوزاه.
ليتابع بغضب مكتوم :
=بس انا مكنتش اعرف .. مكنتش اعرف اي حاجه من اللي الكلب سامح عملها فيكي وإلا كنت قتلته بإديا وخدت حقك منه وخلصتك وخلصت العالم كله من شره ..
ليتابع بألم :
=انا اسف يا ملك ..اسف ومش عارف اقول ايه تاني او اعوضك ازاي عن كل اللي اتعرضتي له ومملكش غير وعدي ليكي باني هعيش حياتي كلها وانا بحاول اعوضك عن كل الظلم والقسوة اللي شفتيها في حياتك.
نظرت ملك له بقسوة و دموعها تتساقط وهي تنظر بتحدي لملامحه المكسوة بالصدمة والالم والاعتذار :
=وانا مش قابلة اعتذارك ولا اسفك يا قاسم .. عارف ليه!
لتتابع بألم :
=لأنك أذتني .. أذتني اكتر من سامح بكتير .. سامح انا كنت بكرهه و عارفه انه عدوي وبتعامل معاه على الاساس ده .. لكن انت كنت حبيبي .. حبيبي اللي ضحك عليا وفهمني انه بيحبني وطلعني الجنة وقالي هنعيش فيها وفجأة رماني في النار ووقف يتفرج عليا وانا بموت قدامه في اليوم الف مره ومره وهو واقف يستمتع بألمي ودموعي .. وده بحجة انه بينتتقم لابن عمه الملاك.
لتتابع بقسوة :
=انا مش مسمحاك يا قاسم ومش هسامحك ولا مصدقه كل كلامك اللي انت بتقوله دلوقتي ومتأكدة انك بتخطط لانتقام جديد.
لتتابع بصرامة :
=انا مش مراتك يا قاسم ولا حبيبتك و ولا حتى ام ابنك و مش مصدقة انك اسف وندمان على كل اللي عملته فيا.
قاسم بتعب :
=بس انا مبكدبش عليكي انا فعلا بحبك وعاوز اعوضك على كل اللي عملته معاكي.
ملك بقسوة :
=وانا مش مصدقاك .. ومتأكده اني دي لعبة جديدة بتلعبها عليا.
اقترب قاسم منها برجاء :
=ملك..
ابتعدت ملك عنه وهي تقول بعنف :
=انا هاخد ابني وهمشي من هنا وانت لو فعلا اسف وعاوز تعوضني زي ما بتقول سيبني امشي و ابعد عن طريقي وعن طريق ابني وإنسانا وسيبنا نعيش حياتنا بعيد عن كل الشر و خطط الانتقام بتاعتك انت وعيلتك.
جلس قاسم على طرف الفراش وهو يضع رأسه بين يديه بيأس قاتل جعل ملك تشعر بالألم من أجله الا انها تجاهلت ما تشعر به وهي تتجه الى ملابسها تحاول ارتدائها استعدادا لمغادرة المكان لتتوقف وهي تستمع لقاسم يقول بصوت هادئ :
=انتي عندك حق .. معدش ينفع نرجع لبعض تاني من بعد كل اللي حصل بينا وانا موافق على كل طلباتك .
ابتلعت ملك ريقها بألم وهي تراه يقف امامها وهو يقول بألم :
=أنا هطلقك يا ملك..
لتحاول ملك الاعتراض الا انه اشار لها بالصمت بتعب :
=انا عارف اني رميت عليكي يمين الطلاق في المستشفى .. بس انا رديتك لعصمتي في نفس اليوم بعد ما هديت وعرفت الحقيقة.
سالت الدموع على وجه ملك وهي تستمع اليه يكمل بتعب :
=انا هطلقك وهبعد عن طريقك زي ما انتي عاوزه وهخصص ليكي فيلا انتي وعمر تعيشو فيها ونفقة شهرية مناسبة تقدري تصرفي منها عليه.
ملك برفض :
=انا مش عاوزه منك حاجه انا هصرف على ابني لواحدي.
قاسم بصرامة مفاجأة أخافتها :
=عمر قاسم الانصاري ابني قبل ما يكون ابنك ونفقته ومصاريفه واجب عليا .
ليتابع بجدية شديدة :
=و ياريت تبطلي نغمة ابني لواحدي دي وخلينا نعمل ترتيبات تخلينا نحافظ عليه ومندخلوش في دوامة المشاكل اللي ما بينا.
ملك بغضب.:
=بس انا مش هعيش في اي مكان انت اللي دافع تمنه.
قاسم بجدية هادئة :
=انتي حرة يا ملك .. اعملي اللي يريحك بس ابني هيعيش في نفس المستوى اللي ابوه عايش فيه ومش هسمح انه يرجع يعيش في جحر زي اللي كنتي معيشاه فيه.
ملك بغضب :
=يعني ايه مش هتسمح .. دا ابني وانا اللي هقرر هيعيش ازاي !
قاسم بصرامة وهو يتجاهل حديثها.:
=عمر هيعيش في المكان اللي انا اختاره واشوفه مناسب له وانتي عندك حرية كاملة في انك تعيشي معاه او تعيشي في المكان اللي يعجبك.
نظرت ملك له بغضب وهي تقول :
=كنت عارفه انك بتمثل عليا الطيبة وان كلامك على انك هتنفذلي كل طلباتي كله كدب في كدب.
اقترب منها قاسم في حين تراجعت هي بخوف منه حتى اصطدمت بالحائط خلفها ليحاوطها بذراعيه وهو يقول بألم :
=ملك ارحميني .. انا مقدرش أخسرك وأخسر ابني كمان في وقت واحد .. دا هيبقى كتير اوي عليا الا لو حابة انك تكسريني وتاخدي انتقامك مني.
انسابت الدموع من عين ملك بالرغم عنها وقد شعرت بطعنه من الالم في قلبها وهي تستمع اليه يتابع وهو يحتضنها بشده ويدفن وجهه في عنقها :
=كفايه عليا خسارتك اللي حاسس انها هتموتني.
شهقت ملك بصدمة جعلتها تتشبث به بخوف في حين رفع قاسم وجهها اليه يتأمله بعشق واصابعه تمسح دموعها بحنان وهو يهمس امام شفتيها :
=متعيطيش يا عمر قاسم ودنيته لو اللي هيريحك ويسعدك انك تبعدي عني فانا هبعد حتى لو كان في بعدي عنك موتي.
ليعيد احتضانها بشدة وهو يدفن وجهه في عنقها يستنشق عبيرها كأنه اكسير الحياة بالنسبة له وهو يقول بعشق جارف :
=خدي حقك مني وانتقمي لنفسك زي ما انتي عاوزه انا موافق يا ملك طالما ده هيريحك انا عارف اني استحق كل اللي هتعمليه و استحق كرهك ليا.
رفعت ملك وجهها تنظر اليه بضعف وهي تشعر ان روحها معلقه به لتقول بتردد :
=قاسم …
ابتسم قاسم بحنان وهو يقول برقة واصابعه تمر على ملامح وجهها ترسمها وكأنه يحفر ملامحها بداخل حنايا قلبه :
=عيون قاسم.
ملك وهي تنهار في البكاء :
=أنا مش بكرهك..
ضمها قاسم اليه وهو يقول بتعب :
=وانا بعشقك .. وهو ده الفرق اللي ما بينا.
ليزيد من ضمها اليه وهو يحاول تهدئة بكائها الا انها ازدادت في البكاء وهي تتشبث به ويقوم هو برفعها بين ذراعيه و اجلاسها فوق ساقه في حين دفنت هي وجهها في كتفه وهي مستمرة في البكاء وهي تستمع اليه يقول بحيرة :
=في ايه يا ملك بتعيطي ليه قولي ياحبيبتي عاوزه ايه وانا هنفذه ليكي فورا.
ليتابع بألم :
=عاوزاني اطلقك دلوقتي وتمشي وتبعدي عني .. لو ده اللي عاوزاه انا هطلقك حالا وهطلب من السواق يوصلك انتي وعمر لفيلتكم الجديدة.
تشبثت به ملك بقوة وبشكل غريزي و التفت ذراعيها من حوله تطوقه بشدة وهي تريد ان تصرخ انها لاتريد الطلاق ولا تريد ان تبتعد عنه فهي تحبه وتعشقه فهو بمثابة الحياة بالنسبة إليها لكنها تشعر بالالم منه وكبريائها وكرامتها التي اهدرها في السابق تمنعها من التصريح له بما تشعر به.
في حين شعر قاسم بتشبثها الشديد به عندما ذكر مغادرتها له ليداعب الامل قلبه من جديد وهو يقول بحذر محاولا اكتشاف مشاعرها الحقيقية نحوه :
=ملك..
دفنت ملك وجهها الباكي في عنقه ترفض الرد وهي تتوقع انه سيلقي عليها يمين الطلاق تنفيذا لرغبتها.
مرر قاسم يده على ظهرها بحنان وهو يقول برجاء زائف يختبر ردة فعلها :
=ملك انا كنت عاوز اطلب منك طلب وعاوزك تفكري فيه قبل ما ترفضي.
استمرت ملك في دفن وجهها داخل احضانه وهي تستمع اليه بخوف يتابع :
=انتي عارفه ان جدي قد ايه كان نفسه يكون له حفيد ولما عرف مني عن عمر كان هيتجنن من كتر الفرحة ومنعته بالعافية من انه يجي هنا بحجة اني عاوزكم تستقرو وتاخدو على المكان في الاول.
رفعت ملك وجهها تنظر اليه بترقب وهو يتابع بهدوء :
=هو فاكر اننا رجعنا لبعض وميعرفش حاجه عن المشاكل اللي ما بينا.
ملك باعتراض حائر :
=وانت ليه قولت له اننا رجعنا لبعض ليه مقلتلوش الحقيقة.
تنهد قاسم وهو يقول بهدوء :
=كان عندي امل انك ترجعيلي من تاني دا غير ان جدي تعبان ومش هيتحمل يسمع اي اخبار وحشة .. اخر مرة عارضته فيها وزعل مني جاتله أزمة قلبية وكان هيموت فيها.
شهقت ملك بصدمة وهي تتذكر طيبة وحنان الانصاري الجد وهي تقول بخوف :
=متقولش كده بعد الشر عليه.
ابتسم قاسم لها وهو يقول بهدوء :
=علشان كده كنت عاوزك تأجلي موضوع طلاقنا شهرين بس وتبيني قدامه اننا رجعنا لبعض وأمورنا مستقرة.
ملك بحيرة :
=وليه شهرين ..انا مش فاهمة ماهو بعدها هيعرف اننا سيبنا بعض.
قاسم وهو يمرر يده على ذراعها بحنان :
=انا في الشهرين دول همهد له اننا رجعنا لبعض بس مرتحناش سوى وهطمنه برضه انه هيقدر يتابع حفيده ويربيه زي ماهو عاوز حتى وإحنا بعاد عن بعض .. لكن لو قولتله دلوقتي ممكن يقلق ويتوتر وده هيأثر على صحته وانتي ميرضكيش كده.
نظرت ملك له بتردد وهي تشعر انه قدم لها طوق النجاة في حين نظر لها قاسم بأمل وهي تقول بمراوغة وترفض النظر في عينيه :
=انت عارف اني بحبه اوي وبخاف عليه وعلى صحته زيك بالظبط وعشان كده انا لا يمكن اكون السبب في ضرر له وموافقه على اقتراحك .. بس على شرط بعد الشهرين ما يخلصوا نتطلق على طول.
ارتفعت ضحكات قاسم وهو يضمها اليه بسعادة مما جعلها تنظر اليه بدهشة :
=انت بتضحك وفرحان اوي كده ليه!
طبع قاسم قبلة عاشقة على جبينها وهو يقول براحة :
=هكون فرحان ليه .. اكيد فرحان علشان اتأكدت انك بتحبي جدي زي ما هو بيحبك بالظبط.
ثم رفع وجهها الحائر اليه يتأمله بعشق في حين مرت اصابعه بشوق على شفتيها المرتعشتين لتحاول ملك منعه وهي تقول باعتراض واهن وضربات قلبها تتصاعد بطريقة مجنونة :
=لا يا قا…
الا انه قاطعها بعشق :
=ششش احنا هنمضي على الاتفاق بس.
ثم مال على شفتيها التي تحاول الرفض يـ*قبلهم قبلات صغيرة متهملة جعلتها تستجيب اليه وتفتح شفتيها بلهفة.
وهو يتابع بعشق ويده تضمها اكثر اليه :
=هنمضي على بند .. بند ونمضي على الشرط الجزائي كمان.
ثم اقترب منها على مهل واجتاح شفتيها قبل ان تبدء في الاعتراض.
بعد مرور ساعتين..
اقترب قاسم يقبل عنق ملك وهو يقول باسترضاء :
=خلاص يا ملك انا اسف و اوعدك مش هعمل كده تاني الا بموافقتك.
التفت ملك اليه تنظر له بغضب ووجهها يشتعل بحمرة الخجل :
=انت بتقول ايه ..احنا المفروض هنتطلق وانت ..انت..
لتصمت وهي لا تستطيع ايجاد الكلمات المناسبة من شدة الخجل.
مال قاسم عليها يقبل كتفها العار*ي بحنان ويده تمر على جسدها بتملك :
=انتي عندك حق يا حبيبتي انا مش هعمل بعد كده اي حاجه تضايقك او تزعلك بس قومي خدي دش واستعدي علشان جدي زمانه جاي.
نفضت ملك يده عنها وهي تستدير اليه بعنف وتقول بغيظ :
=قاسم انت بتاخدني على قد عقلي صح كل حاجه انا اسف متزعليش هعمل اللي انتي عوزاه وفي الاخر بتنفذ اللي انت عاوزه.
نظر قاسم اليها ببرائة وهو يقول بهدوء :
=انا مش فاهم انتي بتتكلمي عن ايه وان كان على اللي حصل بينا فده حصل غصب عني و عنك و اوعدك مش هيتكرر تاني الا بموافقتك.
نظرت ملك اليه بغيظ وهي على وشك الصراخ من بروده :
=معتش تقول بموافقتك دي تاني .. اللي حصل ما بينا ده مش هيتكرر تاني مهما حصل.
ارجع قاسم خصلات شعرها بحنان خلف اذنها وهو يقول بحب :
=طلباتك أوامر يا ملك هانم .. بس قومي يلا خدي دش وإلبسي علشان ننزل لعمر نفطر معاه ونستقبل جدي زمانه على وصول.
شهقت ملك بارتباك :
=قاسم انا مجبتش غير هدوم مدام ناهد ودي مينفعش اقابل بيها جدك.
ابتسم قاسم بحنان :
=ودي تفوتني برضه الدولاب مليان هدوم جديدة ليكي لكل الاوقات اختاري اللي يعجبك و إلبسيه.
نظرت ملك اليه بدهشة.:
=انت بقى كنت مستعد .. قاسم انت عرفت اني ملك من امتى؟
ابتسم قاسم بحنان وهو يتوجه لخارج الغرفة حتى يتيح لها الاستعداد بحرية وهو يجيب بثقة :
=من اول لحظة شفتك فيها.
ثم خرج و اغلق الباب من خلفه وتركها تعاني من الذهول والحيرة.
ارتدت ملك ثوب صيغي اصفر انيق يصل لمنتصف ساقيها و ارتدت حزاء مناسب له ثم تركت شعرها منساب خلفها بحرية ثم وضعت القليل من الزينة على وجهها ووقفت تتأمل صورتها في المرآة برضا وهي تحدث نفسها بلوم :
=بلاش تعلقي نفسك بيه اكتر من كده انتي عارفه هو عمل فيكي ايه قبل كده وعارفه ان كل ده ممكن تكون لعبة جديدة منه وانتي ضحيته كالعادة.. فوقي يا ملك.
ثم تنهدت بحيرة ونزلت للاسفل لتجد الخادمة تخبرها باحترام ان قاسم ينتظرها برفقة طفلها في الحديقة لتتفاجأ
بالانصاري الكبير يجلس أرضاً على العشب تحت ظل شجرة كبيرة وهو يحمل حفيده بسعادة فوق ساقه يلاعبه بحماس و الارض من حوله تمتلئ بالالعاب من كل الانواع ، وقاسم يجلس بجانبهم أرضاً وبجانبه صنيه ممتلئة بمختلف الانواع من الاطعمة الشهية.
وقف قاسم واستقبل ملك بترحاب وهو يلف يده حول خصرها وهو يقول بحب :
=تعالي يا حبيبتي سلمي على جدي.
اقتربت ملك بتوتر من الجد الجالس أرضاً وهي تخشى ردة فعله تجاهها الا انه فاجأها وجذبها اليه يحتضنها وهو يقول بفرح :
=حمد الله على سلامتك يا مرات الغالي ولو اني زعلان منك..
نظرت ملك اليه باعتذار وهو يتابع :
=حتى لو الواد ده زعلك المفروض تلجئيلي خصوصا وانتي شايله جواكي اغلى حاجة لعيلة الانصاري ..
ليتابع بجدية :
=انتي غلطي يا ملك انك ملجئتيش ليا وعرضتي نفسك وحفيدي للخطر بس انا مسامحك وعارف الواد ده بيبقى صعب قد ايه لما بيغضب وعشان كده لو في يوم الواد ده زعلك او عمل حاجه تضايقك عرفيني وانا اخد حقك منه تالت ومتلت ومتخافيش انا ضهرك وسندك هنا.
ليشير لقاسم بثقة.:
=هو يعمل نفسه قوي ومحدش يقدر عليه على اي حد بس لحد عندي ويفضل حفيدي اللي ميقدرش يكسرلي كلمة ..
هزت ملك رأسها بموافقة وعينيها ممتلئة بالدموع وهي تشاهد الجد يبتسم بحنان وهو يحمل حفيده مرة اخرى بين ذراعيه ويطعمه بحنان وسط ضحكات عمر الطفولية.
ابتسم قاسم وهو يلف يده حول خصرها يجذبها اليه ويميل يهمس لها وهو يضع الطعام بحنان بين شفتيها :
=الانصاري الكبير خلاص خدك في حماه يعني لو زعلتك هيعلقني من رجلي على باب الفيلا.
ضحكت ملك بشدة حتى سالت دموعها.. وقاسم ينظر لها بحنان :
=بقى بتضحكي .. ماشي يا ملك .. عموما يا ستي انا ممكن ارمي نفسي في النار لو ده هيخليني اشوف ضحكتك الحلوه دي تاني.
شهقت ملك وهي تقول بخوف :
=بعد الشر عنك.
نظر لهم الجد وهو يقول بخبث :
=بقولك ايه يا عمر بيه .. ايه رأيك تدخل معايا جوه اوريك بقيت اللعب اللي جبتهالك.
حاول قاسم النهوض وحمل عمر عن جده الذي منعه وهو يقول بمرح :
=انت فاكرني كبرت و عجزت ولا ايه سيب عمر ليا وخليك في اللي انت فيه انا عاوز حفيد تاني وبسرعة .
ليتركهم وهو يتجه لداخل الفيلا وهو يحمل حفيده بسعادة ومن يراه يشعر انه صغر عن عمره باكثر من عشرين عاما.
احمر وجه ملك بشده وقاسم ينظر لها بمرح :
=تعالي نعوم شويه.
ملك بارتباك :
=وعمر…
قاسم وهو يلف يده بحنان حول خصرها :
=عمر مع جدي اللي مش هيسمح لحد يقرب منه طول ماهو موجود دا غير ان الداده بتاعته موجوده لو احتاجوها في اي حاجه ..
ليقوم فجأة بحملها بين ذراعيه والتوجه بها للشاطئ الخاص بالفيلا.
ملك بارتباك :
=قاسم انت بتعمل ايه !
قاسم وهو يندفع بها داخل المياه وهو يحملها :
=بسمع كلام جدي ..
ملك بدهشة وهي تتشبث به بخوف والموج يحيطها بنعومة من كل جانب :
=كلام ايه انا مش فاهمة !
انزلها قاسم وسط المياه وهو يحيط خصرها بيده ويقربها من جسده بشدة . . في حين مرت يده الاخرى على بطنها برقة وهو يقربها منه يـ*لتهم شفتيها وهو يقول بشغف :
=لما يحصل اكيد هتعرفي ..اكيد كلنا هنعرف.
.. لتتوه معه في بحور عشقه وحنانه.
في نفس التوقيت..
وقفت نيرفانا تتحدث في الهاتف مع اخيها وهي تصرخ بغضب هيستيري :
= بقولك رجعو لبعض من تاني وهي معاه في الساحل دلوقتي .. ومش كده وبس لا دي خلفت منه ولد يعني جابتله ولي العهد اللي جده كان هيموت عليه ..
رأفت بغضب :
=بنت الكلب كلنا طلعنا خسرانين الا هي فازت بالتورته كلها.
نيرفانا بغضب حارق :
=شوفلك صرفة البت دي وابنها لازم يموتو ويختفو خالص .. كلم حد من اللي تعرفهم هنا يخلصني منهم وانا هدفع لهم اي مبلغ يطلبوه المهم اخلص منهم.
رأفت بكراهية :
=لا الموضوع ده مفيش حد هيخلصه غيري .. انا راجع مصر على اخر الاسبوع جهزيلي انتي الفلوس وسيبي الباقي عليا.
نيرافانا بغضب :
=ماشي يا رأفت بس ياريت تصدق في كلامك المرة دي ومتعملش زي كل مرة.
رأفت بكراهية :
=المرة دي غير اي مرة ..المرة دي هخلص تاري من ملك وقاسم وانهيهم للابد.
اغلقت نيرفانا الهاتف لتجد كاملة هانم تقول بغير تصديق :
=انتي اتجننتي عاوزه تقتلي ابن قاسم ..!
نيرفانا بغضب حارق :
=ايوه هقتله وهقتل امه كمان وهقتل اي حد يقف في طريقي ويمنعني من تحقيق هدفي.
كاملة بغضب :
=ومين اللي هيسيبك تعملي كده ابن قاسم ده يبقى حفيدي و اللي هيشيل اسم العيلة من بعد ابوه واللي يحاول يلمس شعره منه انا اللي هقفله فاهمه يا نيرفانا.
نيرفانا بسخرية :
=لا قلبك طيب اوي وراح فين كرهك لامه ولا نسيتي عملتي فيها ايه .. دي حتى زمانها حكت لقاسم كل حاجه وتلاقيه دلوقتي مجهزلك مكانك في دار للمسنين.
رفعت كاملة رأسها وهي تقول بكبرياء :
=ميهمنيش لو حياتي قصاد حياة حفيدي هختار حياة حفيدي اللي بيه جذور العيلة هتفضل ممتدة وقوية.
نيرفانا بغضب :
=انتي باين عليكي كبرتي وخرفتي جذور عيلة ايه اللي عاوزه تحافظي عليها .. الواد ده هيموت و أعلى ما في خيلك اركبيه.
نظرت لها كاملة بغضب وهي تخرج من الغرفة وتنزل الى الاسفل :
=بقى كده يبقى انا هقول لقاسم على كل حاجه وهخليه هو اللي يتصرف معا……..
الا انها قطعت كلماتها وهي تصرخ برعب بعد ان دفعتها نيرفانا من الخلف بقوة لتتدحرج على الدرج بعنف وتقع اسفله وهي غارقة في دمائها.
ونيرفانا تقول بحقد :
=قولتلك اي حد هيقف قصادي هقتله وانتي مصدقتنيش ....
لتتابع بسخرية وهي تشاهد الدماء تملاء المكان من حولها :
=الله يرحمك يا كاملة هانم كنتي عاوزه تحافظي على جذور العيلة.
لتتابع بغل :
والدور عليكي يا ملك انتي وابنك اللي باليتينا بيه.
___________________
♕ يتبع ♕
♡ الفصل الثامن عشر ♡
•• زينب مصطفى .
#إنتقام_آثم. 🦋🖤